أرنوبُ الصغيرُ
لم يكنْ أرنوبُ يعرِفُ أنّ ثعلباً ينتظرُه في الحفلِ
كما أنّه نسي نصيحةَ أمّهِ قبلَ أيام
لا تخرجْ من مغارتِكَ إلاّ بعد أن تتأكّدَ من أنّ الحقلَ خالٍ من حيوانٍ مفترس انتبهْ
وأنتَ تمشي أذناك منتصبتانِ دائماً عيناكَ مفتوحتانِ على سعتِهما
وخرجَ أرنوبُ من مغارتهِ، وبينما هو يمشي في الحقلِ بينَ أزهار
النرجسِ البريِّ والخزامى إذْ سمَع صوتاً يقولُ لهُ
قف
التفتَ إلى مصدرِ الصوتِ فزعاً، وإذا بسلحفاةٍ تخرجُ رأسَها من ساقية وتقولُ انتبهْ
يا أرنوبْ لقد مرّ من هنا قبلَ قليلٍ ثعلبٌ وشربَ من الساقيةِ
أوه وأشكركَ يا سيّدةَ سلحفاة
وقفَ أرنوبُ فوقَ مرتفعٍ وأمعنَ النظرَ، فرأى الثعلبَ جاثماً تحتَ شجرة
ابتسمَ وشربَ ماءً وأخذَ حزمةً من الحشائشِ ثم عادَ إلى مغارتهِ مسرعاً تاركاً الثعلبَ ينتظر