علاج السحر وعلاماته
إن علاج السحر عمل جليل وحكمه في الدين فرض، و واجب علي من تعلمه لأن هذا العمل بمثابة إغاثة إنسان ملهوف وتفريج كربة المكروب وهو أعظم الجهاد في سبيل الله. وكما قال الرسول (ص):” من فرج علي مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة”. والأنسان الذي يقوم علي علاج السحر لابد من أن يتوفر فيه عدة شروط فلا نصدق كل من أدعي أنه يقدر على علاج السحر والمس الشيطانى فإن المعالج الحقيقي لهذة الأمور لابد من أن يتصف بصفات محمودة وأخلاق حسنة وأن يوصف بالتقوي ومراقبة الله عزوجل والعلم بأحكام الشريعة والمعرفة بالقرأن الكريم والسنة النبوية، وأيضاً التحلي بالأخلاص والصبر وعدم اليأس وقوة الأيمان بالله والتوكل عليه وعلاوة علي ذلك يجب علي المعالج أن يكون عالمأ بكيفية وطرق علاج السحر لكل أنواع السحر ويكون قد مارس ذلك علي يد معلم وأيضاً أن يكون المعالج قوي الإيمان حتي يتمكن من حل السحر وطرد الجني وإلا فلن يستطيع وقد يؤذيه الجني.
وكما أن لابد من وجود شروط للإنسان المعالج أيضاً لابد من وجود شروط لزمن ومكان العلاج من السحر. بالنسبة لشروط المكان لابد أن يكون المكان طاهراً ويخلو من أى شئ يغضب الله كالصور والجرس والتماثيل والكلاب وذلك لحديث الرسول (ص): “لا تدخل الملائكة بيتاً فيه تماثيل أو تصاويراً” وأيضأ من ضمن شروط المكان الذي يتم فيه علاج السحر، أن المكان الذي بجواره أصوات غناء لا يصلح لعلاج السحر. أما بالنسبة لزمن علاج السحر والمس الشيطانى ففي أي وقت ولكن يفضل علاج حالات السحر بعد صلاة العشاء لسهولة التعامل مع الجن لأنهم ينتشرون في الليل.
ننتقل بحديثنا إلي نقطة أخري وهى أعراض وعلامات السحر والمس الشيطانى،فبعد أن عرفنا شروط المعالج الحقيقي وشروط زمان ومكان علاج السحر، الأن سوف نتحدث عن علامات السحر. فالأنسان الذي به مس شيطانى أو الأنسان المسحور تظهر عليه علامات مختلفة منها:
ترك الصلاه وكراهية الوضوء وأيضاً كراهية سماع القرأن الكريم , كما يشعر الانسان المسحور بألم شديد في عضو من أعضاء الجسم أو في جسمه كله دون سبب عضوى والأحساس بالصداع الشديد المستمر. وأيضاً يشعر بالكسل والخمول وكثرة النوم والقلق والخوف والفزع والبكاء أحياناً, كما يشعر باليأس والأحباط والضيق والشرود وكثرة النسيان فيظن أو يتوهم أنه يفعل الشئ وهو لم يفعله. كما يحب المظهر المقزز وكراهية النظافة والأسراف في سماع الأغانى واللهو وتناول المسكرات والمحرمات. كل هذة العلامات تظهر علي الأنسان الذي به مس شيطانى أثناء اليقظة، أما عندما ينام يشعر بعلامات وأعراض أخري وهى:
يرى في منامه أحلام وكوابيس مزعجة ويرى أشباح وحيوانات موحشة مثل الثعابين والكلاب والقطط، وأيضاً يرى الرهبان والكنائس والمقابر والبحار، كما يشعر أثناء نومه بأنه يسقط من مكان عالٍ وأنه يسير في الصحراء وعندما يقوم الأنسان من نومه يشعر بالتعب والأرهاق وعدم الراحة. وأيضاً من ضمن علامات السحر والمس الشيطانى هى: إن كان الأنسان المسحور(رجل) فإنه يشعر بأنه يعتدي جنسياً علي أنثي أثناء نومه. أما إذا كانت (إمرأة) فتشعر بأن أحداً يتبعها أو يحتضنها من الأمام أو الخلف اثناء نومها أو يرفع عليها الغطاء أو يعتدي عليها جنسياً.
كل ما سبق هو أعراض السحر والمس الشيطاني وعند شعور الأنسان بهذة العلامات يأتى هنا دور المعالج وكما ذكرنا أن من ضمن شروط المعالج أن يكون عالماً بكيفية وطرق علاج السحر حتى يتمكن من حل السحر وطرد الجنى.
وقبل علاج السحر أو المس الشيطانى يجب أن يراعي المعالج عدة أمور فمثلاً إذا كانت المريضة متبرجة يجب أن يأمرها بالحجاب ويحثها علي مداومة لبسه إذا كان المريض رجل يلبس الذهب أو الحريرأو يدخن يأمره بالأقلاع الفورى عن ذلك ويجب عليه أن يفرق لهم بين علاج السحر بالقرأن وأعمال السحر والشعوذة، وبعد ذلك ينتقل المعالج إلى مراحل علاج السحر أو المس الشيطانى. ومراحل علاج السحر الذي يقوم بها المعالج وهى:
مرحلة طريقة كشف السحر
وهذة المرحلة هي المرحلة الأولى والمهمة من مراحل علاج السحر لأن بها يتحدد إن كان بالمريض سحر أو مس شيطانى أم لا، كما يتبين بالكشف نوع المس الشيطانى هل عن طريق السحر أم الجن العاشق، و التعرف علي الجن وديانته ومنذ متى وهو في الجسد لأن كل ذلك يسهل العلاج علي المعالج وعلي المريض معاً.
وهناك عدة طرق للكشف علي المريض ومنها:
سماع شكوى المريض ومعرفة الأعراض التى تحدث له ومطابقتها بأعراض وعلامات السحر.
الكشف عن طريق المداومة علي الأذكار والقرأن من المريض نفسه أو من المعالج وتلك الطريقة تكون مع الجن الذي لا يظهر ولا يتحدث ولا يعلن عن نفسه في أى صورة من صور السحر أو المس الشيطانى.
الكشف بالرؤي والأحلام فإذا حار المعالج في أمر المريض أن يصلى صلاة أستفتاء ورجاء وهي ركعتان أو أربع يطيل فيها القراءة والدعاء, ثم يقول بعدها ” اللهم أظهر لي حالة عبدك فلان وبصرنى بها, بفضلك وجودك يا أرحم الراحمين” فقد يرسل الله عز وجل للمعالج أحد الملائكة الكرام في النوم ليعلمه بأمر الحالة التى يريدها وبعلاجها أيضاً.
الكشف بالنظر إلى المريض (في عينه أو وجهه), أو إمساك إحدي يديه وقرءة بعض الايات مثل قراءة الفاتحة وتكرار لفظ ” الرحمن الرحيم” (سبع مرات) أو المعوذتين وأية الكرسي وبعض أيات السحر، أو قراءة ذلك علي كوب من الماء يشربه المريض, فإن كان المريض مسحوراً تظهر
عليه بعض الأعراض مثل:
(الشعور بمرارة الماء، أو بالتنميل في جسده أو يبكى أو يشعر بدوران في رأسه أو يشعر بزغللة في عينه أوصداع شديد مفاجئ أو يذهب المريض في غيبوبة أو يحدث رعشة شديدة في جسده أو برودة أو سخونة في جسده أو أن يري المريض من يعالجه في صورة شريرة أو يراه كالقرد) وكل هذة الأعراض وغيرها هي ناتجة عن الجنى المتلبس بالمريض وليس من المريض نفسه وهنا يمكن للمعالج أن يبدأ في سؤال المريض ( الجنى المتلبس به) عن أسمه وديانته؟ ومن أين جاء؟ ولماذا؟ والجن يجيب عن كل هذة الأسئله علي لسان المريض.
مرحلة التحصين بعد كشف السحر
يجب علي المعالج أن يحصن نفسه وأهله وبيته, ويحصن المريض وأهله، والموجودين في الجلسة والمكان الذي يتم فيه العلاج. ويحصن المعالج نفسه بالوضوء والتوكل علي الله وكثرة الأستغفار أن يقول عشر مرات: ”فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم”
وأيضاً التحصين يكون بإتباع أذكار النبي (ص) ويكون بقراءة ورد التحصين قبل العلاج و ورد التحصين هو: ”الفاتحة(3 مرات)، وأية الكرسي (3 مرات)، والثلاث أيات الاخيرة من سورة البقرة (3 مرات)، وسورة الزلزلة (3 مرات)، والأخلاص (3 مرات)، وأخر سورة المؤمنون (3مرات)،والمعوذتين (3 مرات)، وبعد ذلك قراءة بعض الادعية التى وردت عن النبي (ص) مثل: ”أعوذ بك من كلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون”. وأيضا: ”أعوذ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامه ومن شرعين لامه”
أما تحصين المكان كما ذكرنا من قبل يكون بالتاكيد من خلوه ومن صور معلقة من ذوات الأرواح كالإنسان أو الحيوان وأيضاً من خلوه من التماثيل والكلاب ومن وجود إمرأة متبرجة أو رجل مدخن وأيضاً يتم تحصين المكان بالأذان الشرعي فيه (3 مرات).
مرحلة العلاج ذاتها
وهذة المرحلة تكون بإتباع المرحلة الثانية حيث أن أيات التحصين بعد كشف السحر هى نفسها أيات إبطال السحر فيترتب علي ذلك فك السحر وبهذا يتم علاج السحر بالقرأن الكريم وطرد الجنى المسلط علي المسحور.
مرحله ما بعد العلاج
في هذة المرحلة إذا أكرم الله المريض وشفي من السحر أو المس الشيطانى يجب تحصين المريض وحفظه بعد علاجه من السحر ويكون هذا التحصين بأنه يلتزم بطاعة الله عز وجل وأن يبعد عن المعاصي عامة، وأن يداوم علي ذكر الله، وإذا كان المريض إمراة عليها الأتزام بالزي المحتشم، فلا تتبرج، ويجب علي المريض بعد شفائه أن يبعد عن أهل السوء ويداوم علي الأذكار صباحاً ومساءً ويجب علي المعالج أن يتأكد من شفاء مريضه وخلو جسده من أثر السحر أو الجن وأن يقرأ عليه الفاتحة وأية الكرسي وخواتم سورة البقرة وأخر 3 أيات من سورة الحشر والأخلاص والمعوذتين، وسورة يس والجن مرة واحدة وذلك لتحصين المريض وتحصين جسده حتي لايعود الجن مرة أخري له. و عدم الإعتقاد في حكايات وخرافات السحر ولابد من الإكثار من ذكر الله وقراءة القران والمحافظة علي الصلاة والعبادات بعد صلاةالعشاء يومياً ثم السنة والوتر وتقرأ من القرأن وتجلس للذكر والدعاء وتقرأ المعوذتين والأخلاص واية الكرسي وتكثر من الاستغاثة بالله وكشف الضر عنك، فيكشف الله ما بك ويبطل السحر إن شاء الله.
وربنا يحفظنا ويحفظ اولادنا